شئ صعب جدا أن تضطر أن تجرح شخص عزيز عليك للدفاع عن موقف انت اتخذته و لا تقبل النقاش فيه . هذا ما أحست به ندى بمجرد أن غادرت منزل والديها كانت مستمرة فى التفكير أين سوف تذهب بعد محادثتها مع والديها و مغادرتها . و أخيرا اهداها تفكيرها الى الذهاب لعمتها التى هى أقرب أفراد عائلتها قرباً لها . تمشت ندى فى شوارع مصر الجديدة العتيقة و أخذت تفكر كيف أصبح مجتمعنا النقى ملئ بالأمراض الأجتماعية و كيف مازالت تسيطر على البعض أفكار مثل العنوسة , رفض الطلاق , المرأة هى السبب فى كل المشاكل حتى و لو كان المخطئ هو الرجل ف سبب التحرش هو المرأة بدون شك السبب فى عنف الرجال المفرط هو المرأة أيضاً إذا تزوج الرجل على المرأة ف السبب هو المرأة . فى مجتمعنا لا نلقى اللوم أبداً على الرجل بقدر ما نلقيه على المرأة .المرأة هى الملامة الوحيدة دائماً و أبداً. متى أصبح مجتمعنا هكذا !!؟ ماذا تغير فى طبيعتنا !؟ عذرت ندى والديها بسبب تربيتهم و أصولهم الريفية و لكن لم تعد تقتصر هذه الأفكار على أصحاب الأصول الريفية فقط!!
وقفت "ندى" أمام أحد كافيهات مصر الجديدة و قررت أن تحتسى أى مشروب دافئ قبل أن تذهب لعمتها دخلت و طلبت مشروبها المفضل الشيكولاتة الساخنة . تأملت تصميم الكافيه و ما أثار إعجابها هو أحساسها بأنها تجلس فى أحد مقاهى السيتينات و الخميسنات بمنظر الطاولات و ملابس العاملين و بصور فنانى هذه الفترة على الحائط مثل فاتن حمامة رشدى أباظة عمر الشريف ماجدة هند رستم فريد الأطرش محمد فوزى إسماعيل ياسين و صور من أفلام قديمة مميزة لهذه الفترة . و تمنت كثيراً انها كانت تولد فى هذه الفترة الزمنية الجميلة . غادرت و فى طريقها إلى عمتها حدث ما لم تكن هى أبداً تتخيل انه من الممكن أن يحدث مجدداً قابلت أول صديق لها "عاصم" الذى لم تقابله منذ ما يقارب العامان وكان مجرد صديق بكل ما تحمله كلمة صداقة من معنى و ليس حبيبها . كان مازال مثلما تعودت أن تراه دوماً متأنق كالعادة و ليس حليق الذقن تماماً و عيناه العسلية تلمع . أتى إليها و مد يده لها وقفت أمامه و صمتت للحظات و تأملته مرة آخرى و أخيرا مدت يدها و سلمت عليه و
قالت : ياااااااااااه لسه زى ما انت متغيرتش !! .
هو: بس انتى اتغيرتى ايه اللى حصل فيكى يا نودى !!؟ فين ندى صاحبتى !!؟ انتى مين اوعى تكونى كائن فضائى و خطف صاحبتى!؟
ضحكت ندى بعفوية شديدة و ردت : ندى اللى انت تعرفها انتحرت من سنتين فاتوا يا عاصم انت لسه فاكر !! ما هو كان كل حاجة عل يدك
هو : إيه اللى حصلك تعالى نقعد فى مكان نتكلم شوية
هى : لا انا رايحة لعمتى لو فاضى تعالى نتمشى شوية لغاية عندها
هو : عمتك يااه هى عاملة ايه !!؟ و مامتك و باباكى عاملين إيه !!؟
هى: ماما و بابا لسه بحطة ايدك والله متغيروش بس للأمانة ماما بقت أسوء شوية
عاصم و ندى صداقة منذ الطفولة كانوا معاً فى المدرسة الأبتدائى و الأعدادى و الثانوى و لكنهم تفرقوا فى الجامعة فهو دخل كلية الهندسة و هى دخلت كلية صيدلة و إستمرت صداقتهم حتى بعد الجامعة و لكنهم تفرقوا قبيل خطبة ندى و ذلك بسبب اعتراض عاصم على هذه الخطوبة و على طريقة تفكير والدة ندى و استسلام ندى لأفكار والدتها .
بدأت ندى فى سرد ما حدث لها خلال هذان العامان و لكن لم يكن عاصم مندهش كما كانت ندى متوقعة تماما لأنه حذرها قبل هذه الخطوبة بما قد يحدث . و حدث أمر فجأة لم يكن كلاهما يتوقعه سقطت ندى ........ يُتبع