طوال طريق عودة ندى من زياة الطبيب النفسى و ظلت
الذكريات تروادها كيف وصل بها الحال أن ترجع منزل زوجها فى تلك الليلة .
إستقلت
ندى سيارتها فى تلك الليلة و تحركت بها و
لكن لم تكن تعلم إلى أين ستذهب لم تكن فكرة
رجوعها لمنزل زوجها قابلة للطرح على عقلها المتأذى تماما مما فعله بها زوجها .
فكرت فى مهاتفة نهال صديقتها و لكنها فى هذه اللحظة لم تكن تعلم بماذا ستفيدها
نهال فى هذه الحالة التى هى بها !!!. قررت أخيرا أن تهاتف معتز .
معتز:ألو
سكتت
ندى قليلاً و كانت تفكر بأن تنهى المكالمة بدون ان تقول اى كلمة بعد أن سمعت صوت
معتز .
معتز:
ألو !!! ندى !!!
ندى:
إزيك يا معتز عامل ايه ؟
معتز:الحمدلله
انتى عاملة ايه ؟
ندى:
أنا كويسة انت لسه طايرتك مطلعتش ولا ايه ؟
معتز:
أنا فى المطار اهوه الطايرة هتتطلع كمان ساعة ثم سكت لبرهة ثم استطرد قائلاً: مالك
يا ندى فى ايه ؟
ندى:
انت إزاى عرفتنى أصلا انا نمرتى دى جديدة !!
معتز:
هى مكانتش عشرة عمر ولا إيه يا ندى ؟ فى ايه بقى مالك !؟
سكتت
قليلاً و ترددت ما بين ان تقول له ما بها أم لا و لكنه باغتها قائلا: انتى من اول
ما شفتك و انا متأكد ان فيكى حاجة
بدأت
تروى له ما حدث بالتفصيل منذ بداية زواجها
كان
معتز يستمع لها بإنصات تام و لم ينصق ببنت شفة منذ أن بدأت حديثها
أخيراً
أنهت ندى حديثها بكلمة : هو ده كل اللى حصل انت ايه رأيك يامعتز ؟ قولى أعمل ايه ؟
معتز:
انتى فين يا ندى دلوقتى ؟
ندى:
فى الشارع إشمعنى ؟
معتز:
روحى على بيتك يا ندى و اتكلمى مع جوزك أناعارف ان الموضوع صعب و ان فكرة انه
يتجوز عليكى دى صعبة جدا و بالذات انى عارفك كويس بس معلش يا ندى مش عشانك عشان
ابنك ولا بنتك اللى جاى ده
ندى:
انت ازاى بتقولى كده يا معتز !!؟ انا كنت متخيلة انك اخر واحد ف الدنيا انك تقولى
كده
معتز:
انتى عارفة يا ندى!! انا لو قلتلك غير كده يبقى بضحك عليكى مأنا أسهل حاجة عليا
انى أقولك سيبيه و إياكى تروحى بيتك تانى ده حيوان و هكذا . بس انا عشان بحبك اووى
مينفعش أقولك كده . انا بجد عارف ايه اللى انتى حاساه بس انتى لازم تحاولى تصلحى
مش أول مشكلة تقابليها تسيبى البيت و تمشى و تطلبى الطلاق و انتى عارفة ان أهلك
عمرهم ما هيوافقوا عل كده و اديكى شفتى انهاردة ايه اللى حصل ارجعى بيتك و اتكلمى
مع جوزك و يا سيتى لو معجبكيش الكلام يبقى اديكى حاولتى و تبقى عملتى اللى عليكى و
ساعتها لازم أهلك يرضوا بكل طلباتك حتى لو دى ضد طلباتهم هما .
ندى:
يااااه يا معتز انا مكنتش أتخيل أقولك كده أبدا !!!
معتز:
ليه يا ندى مقولش كده ليه ؟؟ لعلمك أنا كلامى ده من حبى فيكى عشان ميحصلش ف يوم من
الأيام و تندمى على قرار أخدتيه بسرعة فى لحظة انفعال
ندى:
ماشى يا معتز قالتها بلهجة حزينة لأن أملها قد خاب بعد هذه المكالمة
معتز:
ندى متزعليش منى بس أنا مينفعش أشجعك على حاجة تضرك
ندى:
ماشى انا أسفة عطلتك معايا خلى بالك من نفسك .... و أنهت المكالمة بسرعة و هى
بداخلها واثقة ان كلام معتز نابع من خوفه عليها و لأنها واثقة تماما فى معتز و فى
صدق نواياه إتجاها فقد قررت أن تعود لمنزلها و لكنها قررت أيضا ألا تتحدث مع
والدتها بعد ما حدث بينهما حتى يهدئا هما الأثنتين .
وصلت
ندى لمنزل زوجها بعد غياب دام يومان أحست أنهم مروا عليها كأنهم قرون ليس
لإشتياقها لمنزل زوجها و لكن لكثرة الأحداث التى مرت عليها فى هذان اليومان .أخرجت
مفتاح شقتها من شنطتها و لكنها قبل ان تفتح الباب سمعت صوت أغنية *يا بنت السلطان*
متداخل مع صوت ضحكات لم تستطع تمييزها .أخيرا فتحت الباب لتجد أمامها منظر لم
تتخيل أبداً انه يحدث فى الواقع و يحدث فقط فى الأفلام القديمة .
وجدت
إمرأة فى منتصف العشرينات ذات شعر ذهبى اللون من الواضح انه مصبوغ و ليس اللون
الحقيقى و عينان بنية اللون و ملامحها تدل على انها ابنه احدى الحوارى المصرية و
استدلت على ذلك أكثر من شكل جسمها لم تكن نحيفة ولا سمينة كانت ذات جسم رائع لا
يشبوه إلا بطن بارزة من ذلك القميص الستان وردى اللون تلك المرأة كانت فى حضن حسين . وقفت ندى فى دهشة
من ذلك المنظر و لكنها دخلت غرفة نومها و أغلقت الباب عليها و لكنها بالطبع وجدت
بعض ملابس هذه المرأة الداخلية على سريرها
. جلست على سريرها و هى مصدومة مما رأته فى نفس الوقت كان حسين يطرق على باب
الغرفة طالبا منها أن تفتح له الباب . فتحت الباب له ووقفت أمامه تنظر له شزرا .
حسين:
انتى ايه اللى جابك فى الوقت ده ؟ و فى واحدة محترمة تبات بره بيتها و ترجع فى
الوقت ده ؟
ندى
بلهجة حادة : ما بلاش انت تتكلم عن الأحترام يا حسين !!
حسين:
احترمى نفسك يا ندى و اعرفى انتى بتتكلمى ازاى ؟
ندى:
أمال ده إيه يا محترم مشيرة للملابس النسائية الداخلية التى وجدتها على سريرها
حسين:
دى منى مراتى يا ندى
صمتت
ثم استطردت قائلة : مراتك و فى بيتى انت ما صدقت بقى
حسين:
أما المفروض اعمل ايه لسيادتك و كمان مش انتى طالبة الطلاق ايه اللى رجعك ؟
صمتت
ندى مرة أخرى و أخذت تفكر هل تقول له على حملها أم لا !! و اخيرا قالت : اللى
رجعنى انى حامل فى الشهر التانى يا حسين بس فعلا عندك حق انا اللى غلطت انى رجعت و
اعتقد انى لازم أصلح غلطى خليك مع مراتك بقى .
عند
هذه اللحظة كان حسين مازال تحت وطأة الصدمة أخذت ندى شنطتها و خرجت من غرفتها فى
إتجاها للباب و لكن أوقفتها منى .
ندى:
عايزة إيه منى ؟
سهى:عايزة
أتكلم معاكى كلام ستات
فاقت
ندى من ذكريتها على صوت فرامل قوية خلف سيارتها .......
يٌتبع