Wednesday, 28 August 2013

المرأة فى المجتمع الشرقى +18


قالت لى احدى ’’الاخوات ’’ اصبحت اكره الرجال كلهم على جنسهم ... 
اصبحت لا أثق بأيه ( الرجل ) الرجال تفكيرهم موحد بدرجه مخيفه .. 

الرجل يفكر فى ( الاكل والشرب والجنس والمال ) فقط .. الرجال يعيشون لمتعهم الخاصه فقط .. كل الرجال اللذين عرفتهم فى حياتى لا يفكرو سوى فى (جسدى فقط ) ..
... ففكرت قليلا وتذكرت اننى سمعت كلاما مطابقا ولكن تحت مصطلحات مختلفه لفتيات عده ..
تأمل معى قليلا .. نحن فى مجتمع يرى ( الشرف ) فى غشاء البكاره فقط ..
وان ( اليوم الأكبر ) هو يوم الدخله على ذاك ( الشرف ) ..
وان الرجل هو ذاك الفارس النبيل الذى سيحرر المرأه من شهوانيتها ورغباتها الجنسيه المكبوته طوال عمرها ..
انا لا أدعو للرزيله قبل ان تتهمنى بأيه شئ ... فقط اكمل القراءه ..

الذكوره هى اعفاء ’’ مجتعمى ’’ من الدرجه الأولى للرجل ليفعل بها مايشاء ..
يخوض فى اعراض الفتيات متى يشاء وبالطريقه التى يشاء .وبل ويتبجح امام اصدقاء بعدد فتوحاته قبل ان ’’ يهديه ’’ الله .. ( وكأن هدايه الله فقط فى عدم العلاقات . ) المهم ما علينا .

الأنوثه فى مجتمعنا ’’ عوره ’’ اصيله .. نراها عوره .. نراها ناقصه ..نراها اداه للأشباع الجنسى والعاطفى ..
المرأه فى مجتمعنا عباره عن ( ثدياان ) تتفنن الأعلانات فى سباق مع الزمن لتكبيرهم او تصغيرهم ..
ومؤخره ايضا تتفنن الأعلانات فى التواصل معها ( تكبير , بروز , تصغير ) .. وهناك ايضا بقيه الأعضاء فى جسد المرأه تهتم بها المرأه اهتمام مفصل احيانا ..

الغريب انه فى الوقت الذى تخلى فيه ( الرجل ) عن رجولته .. تخلت فيه المرأه عن( انوثتها ) وكان هذا نتاج طبيعى ( للفهم الخاطئ ) ..
هااا فكك مننا انيت عايزة تقولي ايه ؟
هقولك : انا شايفة ان المشكله
1- ان بقى فى ( فجوه فى التربيه ) بين الأجيال المتعاقبه .
بين الأم الى بتنقل لأولادها ولبناتها بالذات انها انثى لأنها صاحبه ( مؤخره كبيره او ثدياان ضخمان ) وبين البنت الى بقت تشوف ان دا مش مهم وان الجسد مش دائم وان الجمال نسبى ( حتى فى اعيين الرجال ) ..
2- عدم التثقيف الجنسى الصحيح الصحى للأبناء وجعلهم فريسه للمواقع الأباحيه 


3- البعد عن الدين : غياب الوازع الدينى وعدم فهم كينونه الأشخاص وفهمهم لمغزى الحياه والدنيا والأخره كمان اختفاء الأهداف الكبرى الساميه فى حياتنا ..
4- بقايا مجتمع متخلف فهمنا ان الجواز الناجح ( بطقم سكاكين مش عارف ايه وصينى بكام زى بنت خالتك بنتى مش اقل منها الخ الخ الخ وكلام فكسان )
( اذا جاءكم من ترضون دينه . فزوجوه ) حديث صحيح .

إنها الأنوثة يا ساادة


متى تكره ’’ الفتاه ’’ انوثتها ..

قابلت قريبا ( صديقه واخت ) ... تتفاخر بأنها ( ارجل الرجال ).. وأن (انوثتها ) تموت مع الوقت ..
وتسائلت بداخلى (ماذا حدث لها )؟ لكر تكره جنسها بهذه الطريقه ..

وأصبت بنوع من الهذيان يصيبنى دوما حينما احاول ان افلسف ’’ افعالنا ’’ نحن النساء ..
ولأننا من اعقد الكائنات على الأرض ..
فأن كل احداث حياتنا مترابطه فى نقطه ما ..
على اذن ان اكتشف هذه النقطه .. وبعد تفكير طويل ..
كانت النقطه هى ( هى ترى الأنوثه ضعف ) !!
لماذا ؟
لانها ببساطه تخلت عن انوثتها لكى تعيش فى عالم ( يسكنه الذئاب ) ..
حدثنى عن فتاه جميله تهتم بمظهرها وتذهب لعملها يوميا ( بدون معاكسات ) ؟
لا يوجد ..
فتخلت عن انوثتها ’’ طوعا ’’ قبل ان تتخلى عنها ’’ كراهيه ’’ من قبل الذئاب حولها ..

التربيه ايضا لها عامل جلى فى اهتمام ’’ الفتاه ’’ بأنوثتها ..
الأب الحانى والأسره الدافئه .. تشجعها على الأهتمام ومحبتها لأنوثتها ..

احيانا ترى فتاه ( جسديا ) ممتازه .. ولكنك لا تشعر على الأطلاق بانها ( انثى ) ..
وأحيانا ترى فتاه ( جسديا ) جيده .. ولكنك تشعر انك مع اجمل النساء على الأرض ..

أنها الأنوثه يا ساااده .. انها الانوثه .. 

حرية المرأة كما تجب أن تكون

من ’’ قسوه ’’ المجتمع بالمراه انه دائما ’’ يحصرها ’’ فى ادوار ... الشر .
( الشر الخفى ) على ما يبدو ... فنبحث دائما وراء المصائب على تلك ( المراه الشريره ) .. 

والغريب انه ’’ غالبا ’’ ما تجد فتاه فعلا وراء ( مصائب ) ولكنها ليست الحدث المباشر لها .. 

( الفتاه ) فى عالمنا الشرقى مجرد ’’ عار ’’ عند البعض .. وعقده عند ’’ البعض الأخر ’’ ... 
.. قرات كتابا للغزالى يحكى فيه ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كان يقوم لأبنته فاطمه ويقعدها مكانه فى كل مره يراها فيها احتراما لها وحبا لها .. 
وان بعض الصالحين حافظ على هذا الأرث فظل يقوم لأبناءه ويقبلهم ويقعدهم مكانه حتى توفى .. 


المصيبه الكبرى . ان دعاه تحرر المرأه .. يرون التحرر فقط تحرر ’’ جسدى ’’ .. 

يقيسون مدى تحررها ’’بسهوله ’’ الوصول لذاك الجسد .. 

وان ( معارضى حريه المراه ) ايضا يرون ان حريه المراه تحرر جسدى .. 
سبحان الله .. وكأن المرأه ليست سوى ( جسد ) ...

اقولها واتحمل اللوم الأكبر ’’ عليها ’’ ... ( حريه المراه تكمن فى فكرها ) تكمن فى حصولها على حقوقها ( الشرعيه والأنسانيه والمجتمعيه ) ... 

حريتها تكمن فى انها ليست لانها انثى فنحن من نقرر اذا كانت حره ام لا ..
وأقول للبنات .. الحريه لن تأتيكم من رجل تصعبو عليه .
الحريه ستأتيكم بالوقت .. بالكفاح .. بالنجاح والعمل .. .
تخلصو من عقد المجتمع ( الجنسى . الذكورى ) الى بنعيشه يوميا ..
تخلصو منها ( فكريا ) .. اكفرو بكل معتقد بيخالف ( شرع ربنا ) .. وبيخالف المنطق ..

الإسلام لم ’’يكبل ’’ المراه ابدا .. الإسلام حررها .. 



Tuesday, 27 August 2013

المــرايــــا ..........


علاء الدين و مصباحه السحرى .... السندباد و بساط الريح .... سندريللا و سا حرتها الطيبه .... الاميره النائمه و اميرها الجذاب ..... بل الجميله و الوحش المخيف الذى تحول بالحب على يديها الى امير وسيم .... بينوكيو و الجنيه الطيبه ...... من بين  كل هذه الحكايات و  غيرها كثير من حواديت الطفوله التى تغلغلت و عششت فى ارواحنا و عقولنا و شكلت وجداننا ــ حتى حدوتة طاقية الاخفاء و كيفية استعمالها فى الخير و للخير فقط ــ تظل حكاية الاميره سنو وايت و الاقزام السبعه هى الاقرب لقلبى فمازالت تسحرنى الى الآن بجميع تفاصيلها

من بين جميع تفاصيل قصة سنو وايت تسحرنى و تأثرنى المرآه الناطقه التى تقف امامها الملكه الشريره يومياً لتسألها نفس السؤال : مرآتى يا مرأتى أخبرينى مَن أجمل منى بالمملكه ؟؟ فتجيبها المرآه بالاجابه الصادقه و هى سنووايت طبعا

ما يعنينى هنا هى تلك المرآه الناطقه التى ننظر لها و تخبرنا ... أين هى ؟؟ و كيف احصل عليها ؟؟

و نحن صغار كانت جدتى تقول دوما : اللى يبص فى المرايه كتير يتجنن

جربت مرات ان ابحلق فى المرآه كثيرا و اتمعن فى نفسى  .... و وجدت انها فكره مجنونه و صادمه  قد تقود للجنون بالفعل فنحن نعرف اشكالنا جيدا و نقف امام المرآه نتباهى بشكل جميل او بملابس جديده نتطلع الى انفسنا من وقت لآخر لكن لو تمعنا فى انفسنا و حاولنا اكتشاف اغوار هذه الروح التى تطل من خلال تلك العيون ..... قد نصاب بالجنون فعلا 

المرآه تُخبرنى  بالكثير ..... تخبرنى بأننى قد كبرت و ان السنوات تترك بصماتها على ملامحى و تكوينى و لكن هل تُخبرنى بما اريد معرفته حقا ؟؟؟ هل تُجيب على اسئلتى ؟؟؟ 

مرآتى يا مرآتى ..... مَن أكثر حُمقاً انا بالامس أم انا اليوم ؟؟ هل صرت افضل ؟؟

و لا ترد المرآه ... ابدا لا ترد

كنت اظن اننى صرت اقل حمقا ... لم اعد تلك الفتاه الصغيره قليلة الخبره الثرثاره الحمقاء التى تقول اكثر مما ينبغى و تُصدق اكثر مما يجب و تنظر للحياه بمنظار وردى

كنت اظن اننى كبرت او هكذا كنت ارى نفسى فى مرآتى .... كبيره ... و لم اعد تلك الفتاه الصغيره كنت اظن اننى صرت اكثر عقلا و رزانه و حكمه

لكن مرآتى ذات يوم ...تكلمت و اجابتنى عن سؤال لم أسأله لها و سمعتها تقول لى بكل شماته .....لا تفرحى كثيرا فلم تزلى تلك الفتاه الحمقاء الصغيره

* العنوان مأخوذ من ادب نجيب محفوظ *


قليلا من الجنون يُصلح الحياه


قرأت سابقا كلمه لأحد الكتاب الكبار ــ لا اذكر اسمه الآن ــ أن مَن لا يسعد نفسه لن يسعده احد آخر .. و ازيد من عندى انه ايضا لن تكون لديه المقدره لإسعاد الآخرين .... و بناءا عليه فقد تعودت منذ زمن بعيد ان اكون انا سبب سعادتى الاول و الاخير ــ ربنا يخلينى ليا ــ تزيد سعادتى بالطبع عندما تأتى السعاده من مصادر خارجيه ــ زى الكتب الخارجيه كده ــ و اكيد ساعتها بدعى ربنا انه يخليلى المصادر الخارجيه 

و لأننى كائن اجتماعى اعيش و اتعايش مع  آلام الغير و احزانهم و بالتالى بيصعبوا عليا جدا و بيبقى نفسى ساعتها انى اطبطب على كل حزين و اواسى كل مكتئب و اطيب خاطر كل مهموم و لكن لتعذر ذلك لكثرة عدد الحزانى و المكتئبين و المهمومين إذ قارب عددهم على سبعين مليون   حسب آخر احصاء و ذلك طبعا بفضل سياسة حكومتنا الرشيده فى زيادة الاعباء و الاحمال على المواطنين  الشرفاء ــ الحقيقه حكومه غير مسبوقه فى عدد الكوارث و المصائب اللى حلت بالبشر من يوم ما جم لدرجة انى ساعات بتخيل انهم بيحاولوا يعملوا سكور يتسجل لهم فى موسوعة جينيس للارقام القياسيه  و ساعتها ممكن يسموه الرقم القياسى لحكومة قنديل فى القضاء على المواطن المصرى الاصيل ــ ممكن حد يسألنى طيب و ال 15 مليون اللى فاضلين اخبارهم ايه ؟؟ طبعا بعد ما اشكر الامن و هيئة تنظيم الاستاذ ــ كابتن لطيف ستايل ــ ممكن اقول ان الباقيين يا اما تبع الحكومه يا اما مغيبين و مش فاهمين حاجه م اللى بيحصل دا طبعا غير الاطفال حديثى الولاده و لحد سن 6 سنوات 


ما علينا من كل ده ارجع للموضوع الاصلى بقى و أقول : اخى الناخب تؤ تؤ تؤ لأ لأ مش ده ــ اخى الناخب ده انا مخاصماه اصلا ــ أخى المواطن المصرى فى الشوارع و الحارات فى القرى و المراكز و النجوع فى بحرى و الدلتا و الصعيد اللى راكب عربيه و اللى ماشى على رجليه اللى بيفتح عينيه كل يوم الصبح و هو بيقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم يارب سترك و عفوك و رضاك اصطبحنا و صبح الملك لله قصدنا بابك يا كريم و من قصدك لا يخيب و اللى بيفتح عينه الصبح برضه و هو بيقول بون جور يا سوسو ـــ اصل الصراحه الهم طايل الجميع ــ  المواطن المصرى اللى بيعمل جمعيه علشان يبيض بيته و اللى بيلغى حفلة خطوبة بنته علشان جيرانه عندهم عزا المواطن المصرى اللى بيهرب من نظرات ولاده لما ييجى اعلان الجبنه فى التلفزيون لأنه ببساطه ميقدرش على سعرها ....  المواطن المصرى الجميل اللى بس كل اللى ف نفسه انه يفهم .. يفهم بس اللى بيحصل حواليه ــ صعبه دى ؟؟ ــ .... عرفت بقى ؟؟ ايوه هو انت اللى تهمنى ...حاول تريح نفسك حاول تخرج من منظومة القهر اللى انت عايش فيها و جرب كده اللى هقوله لك .....

بطل مقارنه ... بطل تبص حواليك .. بطل تضحك على نفسك .. اوعى تسيب شكلك يبقى وحش قدامك  بطل تنتقد فى نفسك طول الوقت.... شجعك و اضحك فى وشك فى المرايه و لو مره واحده كل يوم 


بطل تهتم تقول للناس تصبحوا على خير ــ يصبحوا و لا ميصبحوش دى مش مشكلتك ــ بطل تستنى الناس يصبحوا عليك و خليك فاكر انك الخير فى كل صباح لكل اللى يعرفوك ...... حس بقيمة نفسك انت مخلوق من مخلوقات الله و كفاك عزا و فخرا انك من خلق الواحد الاحد


بطل تستنى حد اللى هيفوتك هو الخسران .... بطل تأول كل حاجه على انها اشاره كونيه ف الاشارات للاغبياء الكسالى فقط .....بطل تطبطب على كل حد يكلمك خليك نفسك و بس 


بطل و لو مره تمشى على الرصيف و امشى فى وسط الشارع و بص للعربيات بكل تعالى و قول لهم : ايه انا ماشى فى شارع الحكومه .... بس الامر ميمنعش انك تبص يمين و شمال برضه مش ناقصين حواذث الله يخليك

بطل تمشى جنب الحيطه اصلها لو وقعت اول ما هتقع ... هتقع على دماغك و انت اللى ــ بعد الشر عليك ــ هتموت 


بطل تقفل الشباك و انت نايم... افتحه مره و سيب الشمس تصحيك الصبح و تخيل انك نايم فى الغابه  و امعانا فى التخيل استلهم سلوك القرد مثلا و اقفز من السرير الى التواليت الى الدولاب مع اطلاق صيحات فرح متتابعه و لا تلق بالا لزوجتك و هى تجرى على الموبايل و تتصل بأقرب طبيب نفسى عذرها انها لم تصل بعد لتلك الدرجه من الصفاء النفسى


بطل تتجاهل الحيوانات ..... و لما تشوف القطط فى الشارع الصبح قول لهم صباح الخير ازيكم عاملين ايه النهارده ....... بس ممكن تخاصم البوبيهات و متكلمهمش ــ آخر حد اعرفه حاول يكلمهم بناءاً على نصيحتى لسه بياخد حُقن المصل لغاية دلوقتى ــ  و بطل تتجاهل الطيور و ركز اوى مع العصافير اللى ساكنين فى الشجره اللى جنب شباكك ــ دول برضه جيرانك ــ هتسمعهم الصبح و هما بيقسموا الشغل على بعض و بيتفقوا على الغيط اللى هيروحوا يشتغلوا فيه 


بطل تتعامل مع الاشياء  الجامده على انهم مبيحسوش .... عاملهم على انهم بيحسوا و صدقنى بعد شويه هتلاقى عندك اصحاب كتير حواليك طول الوقت ــ انا عن نفسى مسميه اللاب توب عفيفى و الموبايل لاللو و الغساله جلبهار و العربيه فوزيه  البوتاجاز محروس ــ


بطل تكتم فى نفسك و تنكسف و واجه و قول للاعور انت اعور فى عينه اللى فاضله .... افتح قلبك للناس و خدهم بالحضن ــ معنويا طبعا ــ قرب منهم و ارحم و افهم ضعفهم البشرى ...... راقب الناس و توقع ردود فعلهم على ضوء معرفتك بيهم هتنبسط اوى لما تلاقيهم بيعملوا نفس رد الفعل اللى انت متخيله ..... افرح بنفسك و كافئها و هات لها هديه و لو حتى شوية لب 


Tuesday, 30 July 2013

تحياتي لهذا المجتمع الذكورى 12 .... بقلم ريم موسى


 
 طوال طريق عودة ندى من زياة الطبيب النفسى و ظلت الذكريات تروادها كيف وصل بها الحال أن ترجع منزل زوجها فى تلك الليلة .
إستقلت ندى سيارتها فى تلك  الليلة و تحركت بها و لكن لم تكن تعلم إلى أين ستذهب لم تكن فكرة رجوعها لمنزل زوجها قابلة للطرح على عقلها المتأذى تماما مما فعله بها زوجها . فكرت فى مهاتفة نهال صديقتها و لكنها فى هذه اللحظة لم تكن تعلم بماذا ستفيدها نهال فى هذه الحالة التى هى بها !!!. قررت أخيرا أن تهاتف معتز .
معتز:ألو
سكتت ندى قليلاً و كانت تفكر بأن تنهى المكالمة بدون ان تقول اى كلمة بعد أن سمعت صوت معتز .
معتز: ألو !!! ندى !!!
ندى: إزيك يا معتز عامل ايه ؟
معتز:الحمدلله انتى عاملة ايه ؟
ندى: أنا كويسة انت لسه طايرتك مطلعتش ولا ايه ؟
معتز: أنا فى المطار اهوه الطايرة هتتطلع كمان ساعة ثم سكت لبرهة ثم استطرد قائلاً: مالك يا ندى فى ايه ؟
ندى: انت إزاى عرفتنى أصلا انا نمرتى دى جديدة !!
معتز: هى مكانتش عشرة عمر ولا إيه يا ندى ؟ فى ايه بقى مالك !؟
سكتت قليلاً و ترددت ما بين ان تقول له ما بها أم لا و لكنه باغتها قائلا: انتى من اول ما شفتك و انا متأكد ان فيكى حاجة
بدأت تروى له ما حدث بالتفصيل منذ بداية زواجها
كان معتز يستمع لها بإنصات تام و لم ينصق ببنت شفة منذ أن بدأت حديثها
أخيراً أنهت ندى حديثها بكلمة : هو ده كل اللى حصل انت ايه رأيك يامعتز ؟ قولى أعمل ايه ؟
معتز: انتى فين يا ندى دلوقتى ؟
ندى: فى الشارع إشمعنى ؟
معتز: روحى على بيتك يا ندى و اتكلمى مع جوزك أناعارف ان الموضوع صعب و ان فكرة انه يتجوز عليكى دى صعبة جدا و بالذات انى عارفك كويس بس معلش يا ندى مش عشانك عشان ابنك ولا بنتك اللى جاى ده
ندى: انت ازاى بتقولى كده يا معتز !!؟ انا كنت متخيلة انك اخر واحد ف الدنيا انك تقولى كده
معتز: انتى عارفة يا ندى!! انا لو قلتلك غير كده يبقى بضحك عليكى مأنا أسهل حاجة عليا انى أقولك سيبيه و إياكى تروحى بيتك تانى ده حيوان و هكذا . بس انا عشان بحبك اووى مينفعش أقولك كده . انا بجد عارف ايه اللى انتى حاساه بس انتى لازم تحاولى تصلحى مش أول مشكلة تقابليها تسيبى البيت و تمشى و تطلبى الطلاق و انتى عارفة ان أهلك عمرهم ما هيوافقوا عل كده و اديكى شفتى انهاردة ايه اللى حصل ارجعى بيتك و اتكلمى مع جوزك و يا سيتى لو معجبكيش الكلام يبقى اديكى حاولتى و تبقى عملتى اللى عليكى و ساعتها لازم أهلك يرضوا بكل طلباتك حتى لو دى ضد طلباتهم هما .
ندى: يااااه يا معتز انا مكنتش أتخيل أقولك كده أبدا !!!
معتز: ليه يا ندى مقولش كده ليه ؟؟ لعلمك أنا كلامى ده من حبى فيكى عشان ميحصلش ف يوم من الأيام و تندمى على قرار أخدتيه بسرعة فى لحظة انفعال
ندى: ماشى يا معتز قالتها بلهجة حزينة لأن أملها قد خاب بعد هذه المكالمة
معتز: ندى متزعليش منى بس أنا مينفعش أشجعك على حاجة تضرك
ندى: ماشى انا أسفة عطلتك معايا خلى بالك من نفسك .... و أنهت المكالمة بسرعة و هى بداخلها واثقة ان كلام معتز نابع من خوفه عليها و لأنها واثقة تماما فى معتز و فى صدق نواياه إتجاها فقد قررت أن تعود لمنزلها و لكنها قررت أيضا ألا تتحدث مع والدتها بعد ما حدث بينهما حتى يهدئا هما الأثنتين .
وصلت ندى لمنزل زوجها بعد غياب دام يومان أحست أنهم مروا عليها كأنهم قرون ليس لإشتياقها لمنزل زوجها و لكن لكثرة الأحداث التى مرت عليها فى هذان اليومان .أخرجت مفتاح شقتها من شنطتها و لكنها قبل ان تفتح الباب سمعت صوت أغنية *يا بنت السلطان* متداخل مع صوت ضحكات لم تستطع تمييزها .أخيرا فتحت الباب لتجد أمامها منظر لم تتخيل أبداً انه يحدث فى الواقع و يحدث فقط فى الأفلام القديمة .
وجدت إمرأة فى منتصف العشرينات ذات شعر ذهبى اللون من الواضح انه مصبوغ و ليس اللون الحقيقى و عينان بنية اللون و ملامحها تدل على انها ابنه احدى الحوارى المصرية و استدلت على ذلك أكثر من شكل جسمها لم تكن نحيفة ولا سمينة كانت ذات جسم رائع لا يشبوه إلا بطن بارزة من ذلك القميص الستان وردى اللون  تلك المرأة كانت فى حضن حسين . وقفت ندى فى دهشة من ذلك المنظر و لكنها دخلت غرفة نومها و أغلقت الباب عليها و لكنها بالطبع وجدت بعض ملابس هذه المرأة الداخلية  على سريرها . جلست على سريرها و هى مصدومة مما رأته فى نفس الوقت كان حسين يطرق على باب الغرفة طالبا منها أن تفتح له الباب . فتحت الباب له ووقفت أمامه تنظر له شزرا .
حسين: انتى ايه اللى جابك فى الوقت ده ؟ و فى واحدة محترمة تبات بره بيتها و ترجع فى الوقت ده ؟
ندى بلهجة حادة : ما بلاش انت تتكلم عن الأحترام يا حسين !!
حسين: احترمى نفسك يا ندى و اعرفى انتى بتتكلمى ازاى ؟
ندى: أمال ده إيه يا محترم مشيرة للملابس النسائية الداخلية التى وجدتها على سريرها
حسين: دى منى مراتى يا ندى
صمتت ثم استطردت قائلة : مراتك و فى بيتى انت ما صدقت بقى
حسين: أما المفروض اعمل ايه لسيادتك و كمان مش انتى طالبة الطلاق ايه اللى رجعك ؟
صمتت ندى مرة أخرى و أخذت تفكر هل تقول له على حملها أم لا !! و اخيرا قالت : اللى رجعنى انى حامل فى الشهر التانى يا حسين بس فعلا عندك حق انا اللى غلطت انى رجعت و اعتقد انى لازم أصلح غلطى خليك مع مراتك بقى .
عند هذه اللحظة كان حسين مازال تحت وطأة الصدمة أخذت ندى شنطتها و خرجت من غرفتها فى إتجاها للباب و لكن أوقفتها منى .
ندى: عايزة إيه منى ؟
سهى:عايزة أتكلم معاكى كلام ستات
فاقت ندى من ذكريتها على صوت فرامل قوية خلف سيارتها .......
                                             يٌتبع  




Friday, 28 June 2013

تحياتي لهذا المجتمع الذكورى 11 ..... بقلم ريم موسى



أصبحت ندى من مرتادى العيادات النفسية لم تكن تعلم بالتحديد لماذا تذهب لطبيب منذ أشهر الأطباء النفسيين و لكنها كانت تذهب لأنها تعلم جيدا أن الجميع بحاجة لطبيب نفسى تتحاور معه و تتحدث معه عن كل ما يقلقها و يشغل بالها ليخفف من ضغوط النفسية الناتجة عن الحياة اليومية . لم تكن ندى من المقتنعين بنظرية أن من يذهب لدكتور نفسى لابد أن يكون محتل عقليا أو ذو إعاقة ذهنية و لأن حسين مقتنع بذلك أصبحت تذهب لهذا الدكتور بدون علمه . 20/3/2005 كان هذا تاريخ أول زيارة لندى لعيادة الدكتور أشرف زيدان و ذلك كان بعد ولادة إبنها البكر أحمد بحوالى شهرين و نصف و كان تعانى بما يُسمى إكتئاب ما بعد الولادة أو هذا ما ظنت انها تعانى منه . حجزت ندى موعد لزيارة الدكتور أشرف و ذهبت بالفعل فى الميعاد المحدد . دخلت ندى لتجد فى مقابلتها مكان شاسع الأرضية عبارة عن زجاج و تحته مياه زرقاء و يقسم هذا الزجاج أرضية خشبية . لم تدرك ندى إذا كانت هذه الأرضية حقيقية أم مجرد خدعة بصرية تمتد الأرضية بهذا الشكل لآخر العيادة الحوائط لونها ذهبى فاتح و يوجد فراغ فى الحائط الأيمن و يوجد به حوض أسماك ضخم و توجد بعض اللوحات معلقة على الحائط المقابل لحوض الأسماك و يستقر فى آخر العيادة مكتب إستقبال المرضى الخشبى رائع الشكل و بجوار مكتب الأستقبال باب غرفة مغلقة و من الواضح إن هذه هى غرفة الكشف و على جانبى العيادة و فى المنتصف توجد بضعة الكراسى التى يجلس عليها المرضى . الأضاءة بصورة عامة خافتة و هناك موسيقى هادئة تشعر عندما تسمعها بالأسترخاء. اندهشت ندى من ديكور العيادة لأنها ظنت أن ديكورات مثل تلك لا تراها غير فى الأفلام الأجنبية و لم تكن متخيلة ان هناك عيادة فى القاهرة بهذا الشكل و لكنها كانت متأكدة أن عيادة مثل تلك لابد أن يكون مصممها فائق الذكاء ليصمم هذا الديكور بهذا الشكل . كانت ندى وصلت قبل موعدها بحوالى نصف ساعة قالت ندى لنفسها أن حسين لم يكن أبدا شخص سئ طوال الوقت و لكنه لم يكن عنده القدرة لتعامل مع إمرأة و مع إحتياجات أي إمرأة ولا يفهم أن المرأة تحتاج الشعور بالأمان أكثر من أى شئ آخر . لكن نشأة حسين كانت السبب الرئيسى فى جعله هذا الرجل العملى الذى يحسب كل شئ بالورقة و القلم حتى مشاعره ناحية زوجته .كان حسين الأخ الأكبر لثلاثة أخوات و أخ و أم أرملة أصبح هو العائل الأول لأسرته فى سن صغير ف لذلك أصبحت الجدية هى أسلوب حياته . لم يحاول مطلقا أن يفهم ندى أو حتى يفهم إختياجاتها كمرأة .
مدام ندى إتفضلى ... قاطعت الممرضة أفكار ندى لتعلمها بأن ميعاد دخولها الآن .
دخلت ندى غرفة الكشف و وجدتها نفس الديكور بالخارج و لكن يوجد كرسى الشيزلونج الشهير بوجوده فى عيادات الأطباء النفسيين بوجه عام الجو المحيط بالغرفة مريح نفسياو مثير للأسترخاء . الدكتور أشرف زيدان هو رجل فى أواخر الأربيعين من عمره ذو ملامح جدية نوعا ما قمحى البشرة و صاحب عينان بنية اللون مختفية تحت تلك النظارة الشفافة المستطيلة شعره الأبيض يزيد من وقاره . جلست ندى أما الدكتور و لم تعلم كيف تبدأ بالحديث أو كيف تجرى مثل هذه المقابلات مع الأطباء النفسيين .
د.أشرف: إزيك يا مدام ندى !؟ ممكن أعرف إيه المشكلة الأساسية اللى عندك؟
ندى: أنا تقريبا كده يا دكتور عندى إكتئاب ما بعد الولادة
د.أشرف: طب قوليلى الأول انتى عندك كام سنة أنا عارف السؤال ده بيضايق الستات بس معلش استحملينى و خريجة كلية ايه
ندى: أنا خريجة صيدلة و عادى يا دكتور انا بقول سنى عادى انا عندى 34 سنة
د.أشرف: متجوزة من أد ايه ؟
ندى: من 3 سنين تقريبا
د.أشرف: طب ايه اللى خلاكى تقولى انك عندك اكتئاب ما بعد الولادة ؟
ندى: لأنى بقيت دايما عايزة أعيط و بتمنى الموت دايما
د.أشرف: انتى كنتى عل طول مائلة للحزن ولا ده بعد الولادة بس ؟
ندى: لا يا دكتور انا مكنتش كده انا بقيت كده من بعد ما اتجوزت و زاد الموضوع اكتر بعد ما ولدت
نظر لها الدكتور أشرف بجدية ثم قال: طب احكيلى ايه الفرق بين حياتك قبل الجواز و بعد الجواز و قبل الولادة و بعد الولادة ؟
صمتت ندى للحظات و إعتلت على وجها بعض مظاهر التوتر ثم قالت : معرفش يا دكتور صراحة ايه الفرق بس أنا حاسة انى قبل الجواز كنت مرتاحة اكتر من دلوقتى
د.أشرف: انتى اتجوزتى عن حب ولا جواز تقليدى ؟
ابتسمت ندى إبتسامة باهتة :جواز تقليدى
د.أشرف: طب إسمحيلى اتجوزتى عشان مقتنعة ولا عشان مضطرة !؟
ندى: لا صراحة كنت مضطرة لأن مامتى كانت شايفة انى كبرت و لازم اتجوز خلااص
د.أشرف: طب بصى يا مدام ندى أولا اللى عندك مش إكتئاب ما بعد الولادة ثانيا احنا لسه ادامنا زيارات كتير فأنا هأكتبلك على مهدئ خديه و بره منى هتقولك عل الميعاد اللى جاى بس المهم انتى إهدى.
غادرت ندى الغرفة و ذهبت للاتفاق مع منى على موعدها القادم ثم غادرت العيادة
ركبت سيارتها و سارت فى طريقها لمنزل والدتها لتأخذ إبنها أحمد . كانت قد أخبرت والدتها و زوجها انها ذاهبة لإحدى صديقتها لأنها لم تتجرأ أن تخبرهم بأنها ذاهبة لطبيب نفسى . ظلت ندى تفكر أن فكرة زيارة طبيب لم تكن بالسوء الذى تخيلته.
خلال طريقها تذكرت سؤال الدكتور عن الفرق بين حياتها قبل الزواج و بعد الزواج و حياتها قبل الولادة و بعد الولادة لم يكن من الصعب على ندى أن تدرك الفرق و لكنها ما زالت لا تستطيع أن تواجه نفسها أنها خضعت لوالدتها بطريقة أهانتها و جعلتها توافق لمجرد أنها لم تستطع أن تواجه والدتها و تقول لها أنها غير موافقة على الزواج من حسين  . كانت ندى قبل الزواج أكثر مرحا و أكثر نشاطا و كأنها لم تواجه هموم فى حياتها و كانت تحاول ألا تنظر لما يفعله والديها حتى لا تعكر مزاجها مع أن كل محاولاتها كانت تبوء بالفشل فى النهاية . و مع ذلك كانت من أصحاب المزاج نادر التعكير . لكن بعد زواجها من حسين حياتها إختلفت تماما و لم تكن تلك هى الصورة التى رسمتها ندى عن الزواج . فى البداية كانت ندى تعذر حسين أنه لم يكن يعلم طباعها جيدا و لكنها إكتشفت مع مرور الوقت ان المشكلة هى أن حسين لا يستطيع أن يتعامل مع المرأة بصورة عامة و متخيل أن كل السيدات مثل والدته السيدة الصعيدية التى لا تشتكى أبدا من أى مرض ولا تطلب حب ولا اهتمام من أى شخص و ظن ان كل النساء مثلها . لذلك لم يستطع أن يدرك أن ندى لها متطلبات و ليست بالضرورة ان تكون مثل والدته .
عادت ندى لمنزلها بعد زيارتها الأولى للطبيب النفسى و كانت تحاول ان تهدأ و كان إبنها أحمد جاء موعد نومه ف نام و هى دخلت غرفة نومها و وقفت أمام دولابها لتختار ما سوف ترتديه قبل أن يأتى حسين . بالفعل أرتدت أفضل ما عندها و تزينت و أصبحت فى أحسن حالاتها و جلست أمام التلفزيون تنتظر حسين . ظلت منتظرة حسين حوالى ثلاث ساعات و فى النهاية غلبها النوم و نامت على أريكة غرفة المعيشة .. إستيقظت مع أدان الفجر على صوت إبنها أحمد يبكى إستعربت قليلا انها مازلت على الأريكة تخيلت أن حسين لم يعد للمنزل بعد . ذهبت لترى أحمد و تقوم بتنويمة مرة آخرى . بعد أن نام أحمد ذهبت لغرفتها لتنام فى سريرها ما فاجأ ندى أن حسين نائم فعلا .
 قالت ندى لنفسها : يعنى أنا مستنياك ده كله و انتى جيت دخلت تنام و حتى مهانش عليك تصحينى ادخل انام فى سريرى .
مر أسبوع بعد زيارة الدكتور النفسى كأى أسبوع مر على ندى إلا أنها خلال هذا الأسبوع هادئة نوعا ما على الرغم من محاولات حسين المستمرة لإغاظتها . هى فسرت ذلك بإنها تتناول المهدئ الذى وصى به الدكتور لها . جاء اليوم المحدد لزيارة ندى للدكتور للمرة الثانية و كانت قد فكرت ملياً فى سؤال الدكتور لها فى الزيارة الأولى ...... ذهبت للدكتور و لكن هذه المرة ذهبت فى الميعاد بالظبط لأنها لم ترد أن تفكر كثيرا فى الأجوبة التى جهزتها فى عقلها لترد على سؤال الدكتور . بمجرد أن دخلت العيادة نادت الممرضة على إسمها و دخلت غرفة الكشف ....
بعد بعض الأسئلة المعتادة مثل هل أحست بأى تغيير مع تناول المهدئ ؟ هل حالتها النفسية أفضل أم أسوأ أم هى كما كانت فى المرة الماضية ؟ جاء سؤال مفاجئ من الدكتور ....

الدكتور: انتى طلبتى الطلاق قبل كده يا مدام ؟
تلجلجت ندى قليلا ثم قالت: ااه
الدكتور:طب انتى ليه طلبتى الطلاق ؟
عادت ندى بذاكرتها للقاء عائلتها فى منزل عمتها بعد محاولتها لطلب الطلاق للمرة الأولى . كان التجمع الأسرى سببه أن يتناقشوا فى قرار ندى بطلب الطلاق من حسين .
بعد أن دخلت منزل عمتها و اكتشفت وجود هذا الجمهور العريض المجتمع ليرجع ندى  فى قرار كان القرار الأصح فى حياتها كاملة
جلست فى مقابلة هذا الجمهور و كانت أمام والدتها مباشرة و كانت متعمدة ان تجلس فى مقابلتها بدأت عمتها سلوى بالحديث قائلة : إيه يا ندى يا حبيتى اللى مدحت بيقوله ده ؟
ندى: بيقول ايه يا عمتى أصلى مسمعتش هو قال إيه ؟
سلوى: بيقول انك عايزة تطلقى !!!
ندى: ااه يا عمتى فعلا انا عايزة اطلق مبقاش ينفع أعيش معاه
نظرت لها عمتها نظرة كأنها تريد أن تقرأ أفكارها ثم قالت : ليه فى ايه إحكيلنا ؟
وجهت ندى نظرها لوالدتها و قالت بإستنكار : ايه هما بابا و ماما مش قالولكوا أنا عايزة أطلق ليه؟
رد عمها جمال : لا يا ندى مقالوش ليه و احنا عايزين نعرف منك انتى
ندى: و الله يا عمو حسين اتجوز عليا انا عشان انا مبقتش حامل و قال ان من حقه يخلف و يجيب ولى العهد ف راح اتجوز عليا و مراته حامل و انا عرفت بالصدفة البحته لما حماتى قالتلى عشان تغيظنى بس لأجل سوء نيته أكتشف انى حامل
نظروا جميعا لبعض ثم قال عمها : ألف مبروك يا حبيبتى ثم وجه كلامه لوالدها: هتبقى جد يا مدحت خلااص
ندى: الله يبارك فيك يا عمو و انا طلبت الطلاق فعلا و سبت البيت ثم وجهت كلامها لوالديها بس الظاهر انى قعدتى فى بيت أبويا بقت تقيلة عليهم شويتين
سلوى: لا ازاى تقولى كده يا ندى !!؟ بس الموضوع و ما فيه هما مش عايزينك تخربى بيتك
ندى: البيت اتخرب خلاص من اول ما هو فكر يتجوز عليا يا عمتو
سلوى: لا متقوليش كده هو انتى لسه كملتى حاجة يا حبيبتى دى نزوة و بكرة يفوق و انتى الأولى و صاحبة البيت أصلا مكانش ينفع تسيبى البيت
حاولت ندى أن تمنع نفسها من الضحك و لكنها فقدت السيطرة على نفسها و أطلقت ضحكة عالية أخيراً
نظر الجميع إليها بإستغراب .....
قالت ندى و عينيها مدمعتين نتيجة نوبة الضحك الهيسترية التى وقعت بها: كان أنكل سليم فاق يا عمتو و لا إيه يا عمتو سعاد ؟ ثم نظرت نظرة ذات معنى لعمتها سعاد التى مرت بهذه التجربة قبلاً و مازالت تحاول تقنع نفسها أنها الأساس
فوجئ الجميع بما قالته ندى لأن لا أحد منهم متوقع ان يصدر كلام مثل ذلك من ندى بمعنى آخر هذه هى ندى المثال الأكبر للتربية بالعائلة و بالأخص عمتها سعاد التى نظرت فى الأرض و لم تتخيل ان كلام مثل ذلك قد يُوجهلها و بالأخص من ندى.
استطردت ندى كلامها و هى تنظر لعمتها سعاد بشفقة : معلش يا عمتو و معلش يا جماعة بس ندى الصغيرة النونة المؤدبة دى خلاص مبقتش موجودة و خلاص كبرت و مبقتش بنت و دى حياتى أنا و أنا عن نفسى مش هأقدر أعيش بالأسلوب ده طول حياتى أنا ممكن يجرالى حاجة انا وافقت الاول ماما على الجوازة دى لأنها كانت عايزة من وراها حاجة تانية صح يا ماما ولا إيه ؟
وقفت والدة ندى و قالت بحدة: أنا شكلى معرفتش أربيكى يا ندى انتى إزاى بتتكلمى كده و ايه قلة الأدب اللى انتى فيها دى ؟
ندى: دى مش قلو أدب يا ماما و أنا و انتى عارفين كويس انتى وافقتى ليه على حسين ف بلاش تعملى نفسك دلوقتى انك المجنى عليكى و جايبة الناس دى كلها عشان تعمليلى مجلس تأديبى عشان أرجع عن قرارى بس تعرفى يا ماما انا مش هأرجع عن كلامى لأن الموضوع ببساطة مبقاش ف إيدك ده بيتى انا و جوزى و ابنى ولا بنتى اللى هيجى دى حياتى انا ملكيش دعوة بيها كفاية اللى عملتيه لغاية دلوقتى .

برغم الراحة التى أحست بها ندى بعد أن قالت كل ذلك لوالدتها إلا أنها أحست بالندم قليلا و لكن سرعان ما فارقها هذا الشعور لأنها لم تخطئ بأى شئ مما قالته .
كان الجميع مندهش منها و من طريقة الكلام التى وجهتها لوالدتها و لكنها بالرغم من ذلك وقفت أمام والدتها و استطردت قائلة : لو فى كلمة من اللى انا قولتها غلط قوليلى ...... انا خلاص يا ماما كبرت و عديت ال 30 سنة ولا نسيتى دى كانت جملتك المفضلة ف إذلالى ......
سكتت ندى بعد أن قامت والدتها بصفعها على وجهها
والدتها : الظاهر انى معرفتش أربيكى عشان تردى علينا بالشكل ده
فى وسط ذهول جميع الحاضرين أخذت ندى شنطتها و قالت : أنا أسفة انى افتكرت ان البيت لسه بيتى و على الأقل مش هكون ضيفة تقيلة عليكوا يا ماما عن إذنكوا .
لم يدرك أحد ما حدث خلال الخمس دقائق الماضية و لكن اندفعت ابنه عمة ندى وراءها قائلة: إيه يا ندى رايحة فين استنى بس . و لكن حديثها كان بدون جدوى ف كانت قد غادرت المنزل بالفعل و أغلقت الباب وراءها .
فتحت باب الأسانسير و لكنها لم تضغط على زر النزول بعد. حاولت إستعياب ماذا حدث للتو و لكنها لم تستطع التفكير ضغطت على زر الدور الأرضى عندما أحست ان هناك أحد خرج من شقة عمتها .
لم تكن تدرى ندى أنها لم تكن فقط تفكر فيما حدث من قبل و لكنها كانت فى نفس الوقت تحكى ماذا حدث للدكتور أشرف و الدموع تنهال على وجنتيها .
أدركت أخيرا أنها مازالت فى عيادة الدكتور ف نظرت له قائلة و هى محرجة : أنا أسفة يا دكتور جدا بس أنا قلت حاجة ملهاش علاقة بالسؤال اللى انت سألته .
رد عليها الدكتور : لا بالعكس انا كده عرفت معظم اللى انا كنت عايز أعرفه . حضرتك ممكن تتفضلى و منى بره هتحددلك الميعاد اللى جاى و لو سمحتى استمرى على نفس العلاج بتاع المرة اللى فاتت .
                                                  يُتبع