هناك مقولة تقول "فى العلاقة بين الرجل و المرأة الرجل دائما تحركه غريزته بينما المرأة ف غريزتها عى الحب" نصف هذه المقولة تنطبق على علاقة "ندى" و "حسين" . كان ما يحرك "حسين" غريزته و ليست بالمعنى المتعارف عليه هو لم يتزوج فقط إرضاء لغريزته الرجولية و لكنه تزوج لإرضاء غريزة الأبوة لديه . من الممكن أن "ندى" لا تحب "حسين" الحب الذى نقرأه فى قصائد نزار قبانى و أشعار فاروق جويدة و روايات إحسان عبد القدوس و لكنها أحبته حب من نوع آخر حب العشرة و التعود عليه . و مع أنها لم تحبه الحب الأسطورى إلا أنها لم تستطع أن تستوعب فكرة أنه تزوج عليها من الممكن أن كبرياءها و كرامتها لا يستطيعا التأقلم مع هذه الفكرة . من الممكن لو كانت "ندى" شخص آخر كانت من الممكن أن تتقبل الفكرة و لكن "ندى" أصرت أن تطلب الطلاق
أسرعت "ندى" بتجميع ملابسها و وضعها فى شنطة و أثناء توجها لباب وقفت للحظات أمام صورة زفافها و قبل أن تسقط دمعتها بسبب حوارها مع زوجها الذى كانت نتيجته أنها طالبت بالطلاق بعد أن أذها بكلماته .غادرت المنزل مسرعة متجهة لمنزل والديها. ظلت طوال طريقها لمنزل والديها تتذكر كم كانت حياتها قبل الزواج مقاربة للمثالية و أنها كانت تعتقد أن حياتها مع زوجها سوف تكون سيئة و لكنها لم تتوقع أن تكون سيئة لهذه الدرجة التى وصلت لها فقط خلال عام و بضعة أشهر من الزواج . وصلت ندى لمنزل والديها و لكنها ترددت قليلا قبل الصعود لهم بسبب خوفها مما سوف يقولونه خاصة والدتها ...........
دقت "ندى" الجرس و بمجرد أن فتحت والدتها الباب بدأت الأسئلة التى كانت مترددة فى الذهاب لوالديها بسببها .
والدة "ندى" : إيه اللى جابك الساعة دى يا بنتى !؟ إيه اللى حصل !؟ .
ندى : طب أدخل بس الأول يا ماما و بعد كده إسألى اللى انتى عايزاه
والدة "ندى" : ادخلى طبعا و اقعدى كده و قوليلى ايه اللى حصل !!؟ تعالى يا "مدحت" دى "ندى" جت معرفش جاية ليه الساعة دى !؟
ندى: تعالى يا بابا عشان أنا عايزة أتكلم معاكوا شوية
والد "ندى" : إيه اللى حصل في ايه إتكلمى !!
ندى : أنا هأطلق ...........
ساد الصمت لدقائق و لكنها مرت كساعات من العذاب على كل من "ندى" و "والديها"
مشكلة المجتمع المصرى الشرقى عامة و الأرياف خاصة هى أخذ كلام الناس بجدية شديدة لدرجة أنهم قد يعدموا عقولهم لو كانت تخالف أو تفكر فى شئ قد يثير كلام الناس ضدهم . هل تعلموا كم زوجة كانت حياتها فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى و لكنها لم تطالب بالطلاق لمجرد أن المجتمع يرفض فكرة الطلاق !!!! هل تعلموا كم طفل نشأ فى منزل ملئ بالخلافات و الأختلافات فقط لأن الوالدين يخافوا ما قد يقال على أطفالهم بعد الطلاق و بالأخص لو كانوا فتيات !!! لا يمكن أن تتخيلوا هذا العدد الكبير ....... الرجل لا يتحمل وحده نتيجة نجاح الزواج أو فشله المرأة و الرجل سويا يتحملا هذه النتيجة و لكنى أنظر للرجل بصورة خاصة لأنه الأقوى نسبيا أكثر من المرأة و هنا أتحدث عن القوة العصبية و ليست القوة الجسدية ......
الفراغ الذى بدأ يعانى به البعض هو السبب فى القيل و القال و التدخل فيما لا يعنيهم من شئوون الآخرين و هذا هو المرض المتفشى فى مجتعنا التدخل فيما لا يعنيهم .... لو أنهم فقط يفهموا المقولة " لا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا تسمع ما لا يرضيك " و لكن من يستمع لهم هم الذين يعطوهم الحق فى التدخل .
ضحكت "ندى" بينها و بين نفسها ضحكة فيها إستهزاء عندما بدأت فى التفكير أن حياتها مع زوجها لابد أن تنتهى بأى شكل و قبل أن يكرهم أولادهم بسبب كثرة خلافاتهم سويا و كان سبب هذه الضحكة تذكرها لحديثها مع والديها فى المرة الأولى ........
يتُبع
No comments:
Post a Comment