Monday, 7 January 2013

تحياتى لهذا المجتمع الذكورى 2 .... بقلم ريم موسى

ماما عملتلنا السندوتشات و لا ايه بابا مستعجل و عايزنا ننزل؟؟ فاقت *ندى* على صوت إبنها البكر *أحمد* 
ندى: حاضر يا حبيبى السندوتشات جاهزة هأجيبهالكوا من جوه
غادر *حسين* و طفليه المنزل و بدأت *ندى* بترتيب المنزل بدءاً من غرفة المعيشة و هى داخل الحجرة تذكرت حوارها مع زوجها بعد معرفتها انه تزوج عليها
ندى:انت ازاى عملت كده !!؟
حسين: أمال انتى كنتى متخيلة ايه انا عايز اشوف خلفتى قبل ما أموت
ندى:و أنا إيه ماليش إعتبار عندك!!؟
حسين:إعتبار ايه!؟ ايه الكلام الفارغ ده !؟
ندى:كلام فارغ !!! انت شايف كده بقى؟
حسين:اه شايف كده انتى عايزة ايه تانى ما انتى لسه عل ذمتى اهوه
ندى:لا بجد انت تُشكر انى لسه ذمتك
 حسين: ااه طبعا أشكر انى لسه مخليكى على ذمتك و بعدين انتى أصلا ازاى تتكلمى معايا كده !!؟
ندى(فى لهجة محتدة) : امال اتكلم معاك ازاى لما اعرف انك اتجوزت عليا اقولك برافو يا حسين و الله عملت الصح
حسين: انا الشرع محليلى أنى أتجوز أربعة و انتى تخرسى و تقومى تحضريلى الأكل و انتى ساكتة
ندى:طب ما تروح للمدام التانية تحضرلك الأكل زى ما هأتجيبلك ولى العهد
حسين:يوووه احنا هنخلص امتى بقى امشى من ادام وشى دلوقتى
ندى:لا مش ماشية يا حسين
حسين: امشى من أدامى بدل ما أقولك كلام يجرحك يا ندى
 


ندى :هتجرحنى اكتر من كده ايه يا حسين قول اللى عندك !!!!
حسين: انا مش عايز اقولك انك كبرتى و معرفش لو صبرت عليكى سنة كمان ولا سنتين هتقدرى تخلفى ولا لاه انتى عديتى التلاتين لو كنتى نسيتى يعنى  
ندى: انا مش مصدقة انك قلت الكلام ده يا حسين !!!؟
حسين: انا قلتلك من الاول انى مش عايز اجرحك اكتر من كده بس انتى اللى مصرة تسمعى وكمان انا راجل و من حقى اسعى انى اخلف و لو سمحتى تسكتى انا راجع من الشغل تعبان و مش طايق اسمع كلام اكتر من كده
ندى: طلقنى يا حسين انا عايزة اطلق انا لا يمكن اعيش معاك ثانية واحدة بعد كل الكلام ده
رن جرس هاتف ندى المحمول و اسرعت لترى من المتصل بعد ان اكتشفت انها واقفة فى مكانها منذ أكثر من نصف ساعة لتتذكر سنوات حياتها الأولى مع زوجها حسين
نظرت للهاتف ووجدت رقم والدتها ولكنها قررت عدم الرد و قالت مخاطبة اسم والدتها على شاشة الهاتف "انتى اللى عملتى فيا ده كله يا ماما ربنا يسامحك !!!! "
أسرعت "ندى" لأتمام مهام بيتها قبل ان يأتى موعد رجوع أولادها من المدرسة و تنشغل معهم ولكن وسط انهماكها فى الشغل وقفت أمام المرآه قليلا لتتأمل ملامحها التى تغيرت و ظهر عليها علامات التقدم فى السن من أين أتت تلك الهالات السوداء تحت عينيها العسلية ؟ من أين أتى كل هذا الهم الذى تحمله فى عيونها!؟  و غير ذلك ما كل هذه الكسرات التى ملئت هذا الوجه الذى كان فى يوم من الأيام لا تفارقه الأبتسامة و الذى كان نضر دائما بدون ان يحمل اى هموم!!! لهذه الدرجة أهملت نفسها !؟ ام ان الهموم و الحزن اللذان ظلا يطاردنها طيلة هذه السنين أنسوها نفسها !؟ .
لم تعد تجد الوقت الكافى للاهتمام بنفسها لأن كل ذلك كان فى نظر "حسين" مجرد مضيعة للمال أولا و للوقت ثانيا ولا يهم فى أى شئ .تحولت "ندى" لإنسانة هى لا تعرفها و لا تحب ان تتعرف عليها حتى !!!
كانت "ندى" فى يوم من الأيام تلك الفتاة التى تحلم بهذا الشاب الذى سوف يأتى ليخطفها لدنيا الأحلام التى لا توجد بها اى شئ يعكر صفو حياتها مع فتى أحلامها و لكن كالعادة تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن  كانت حياتها مع "حسين" مجرد مأساة آخرى عليها أن تتعايش معها و لكم كانت توجد مأساة أكبر و هى عدم إستطاعتها من التحرر من حسين أو بمعنى آخر الطلاق منه لأن – كما كانت تقول والدتها دائما – "اواى تتطلقى الكلمة دى متقلتش فى عيلتنا قبل كده و بعدين انتى عارفة الناس بتبص إواى للست المطلقة و انتى عايزة الناس تقول عليكى ايه معيوبة!! " و هذه هى كانت المأساة الأكبر انها لا تستطيع ان تطلب الطلاق لأن هذا خطأ بكل المقاييس فى مجتمعنا المصرى الشرقى و يقال عن المرأة المطلقة – ما قاله مالك فى الخمر- و لكن هذا لا يمنع انها طالبت فعلا بالطلاق مرة .
يُتبع

No comments:

Post a Comment