Tuesday, 23 October 2012

تحياتى لهذا المجتمع الذكورى .... بقلم ريم موسى







كنت فى المااضى أحب كثيرا أغنية *البنات 
البنات الطف الكائنات* للفنانة سعاد حسنى و لكنى حين كبرت اكتشفت ان البنت ليست مثل الولد لأننا نعيش فى مجتمع ذكورى رجعى و هنا لست أقصد بكلامى أن أتجاوز العادات و التقاليد و لكنى اعيب على هذا المجتمع نظرته للمرأة بصورة عامة .
نبدأ منذ لحظة ولادة بنت تكون هذه هى الطامة الأولى و خاصة فى الريف لأن الولد مفضل أكثر من البنت لأنه هو من سيحمل اسم والده و هو الذى سيعينه فى الحياة و سيكون الوريث الشرعى لوالده بعد عمر طويل مع العلم ان هناك الكثير من الأولاد لا يكونوا سند  أكثر من انهم عبء على أسرتهم نتيجة مصاحبته لولاد آخريين سيئين و لأن الولاد سريعى التأثر ببعضهم و لكن تظل الأناث غير مستحبين منذ اللحظات الأولى حتى فى الماضى فى عصور الجاهلية كانوا يوأدوا البنات لأنها كانت رمز للعار فى افكارهم و جاء الرسول محمد(ص) و كرم المرأة و لكن مع ذلك ظلت الفكرة ذاتها عند الكثير من الأشخاص .




استيقظت *ندى* مبكرا على صوت زوجها *حسين* و هو فى محاولة للشجار معها بدت كأنها أى مشاجرة حصلت بينهم خلال الأحدى عشر عاما الماضية و لكنها لم تكن تعلم ان هذه المرة مختلفة تماما .
كان الخلاف بسبب عدم استيقاظها قبله لتجهز له ملابسه و تجهز له الأفطار كعادتها و لكنه لم يكن يعلم انها مريضة و حاولت إخفاء الأمر عنه  لأنه عادة يسخر من مرضها و بقول لها انها تتدعى المرض لتذهب لوالدتها بضعة أيام .....
و لكنها تجاهلته شجاره حتى لا ينتهى بها الأمر نادمة على ما قد تقوله و هى فى حالة عصبية وقفت أمام المرآه وهنا جاءتها الصدمة التى قد تصدم أى أمرأة وجدت فى شعرها شعرة بيضاء و بعض الكسرات تحت عينيها  و بعض الترهلات فى ذراعيها و الثنايات الموجودة فى جسمها سرحت فى هذا و نست ان زوجها يتشاجر معها و لكنها استمعت لبعض الكلمات التى كانت يتفوها و كانت عبارة عن * انه يتعب عشان يوفر لقمة العيش – هى بتصرف الفلوس يمين و شمال و كأنه لاقيها فى الشارع* و لكنها تجاهلت كل هذا و أخذت تفكر فى الأحدى عشر عاما و ما قبلهم و هى فى منزل والديها . 

كانت *ندى* - خريجة إحدى كليات القمة - المدللة - قد بلغت الثلاثين من عمرها و كان بعض الناس يطلقون عليها اللقب الدارج لكل من تتأخر  فى الزواج و هو لقب *عانس* و كان يأتيها الكثير من الراغبى الزواج بها و لكنها كانت ترفض لأنه لم يكن المناسب لها و كعادة مجتمعنا الرائع بدأ يقل عدد معجبيها بحكم إنها كبرت فى السن و هنا تقدم لها *حسين* -خريج كلية التجارة- وافق والدها على مقابلته مع إن *ندى* كانت رافضة حتى محاولة انها تراه لأنه كان أكبر منها بإثنى عشر عام و هنا جاء دور والدتها فى الضغط عليها لتوافق بحجة انها كبرت فى السن و كانت متبعة نظرية "الزن على الودان أمر من السحر" ووافقت *ندى* على الخطوبة و استمرت الخطوبة حوالى 5 أشهر كانت عبارة عن خلافات و كل ما كانت تحاول التحدث مع والدتها كانت ترد عليها الرد المعتاد فى جميع الأفلام العربية القديمة  - الحب بيجى بعد الجواز يا بنتى - و جاء موعد الفرح

 تزوج *حسين* و *ندى* ..... سافرا للأسكندرية لقضاء أسبوع العسل و لكنهم كانوا مجرد 4 أيام لأن مدير *حسين* هاتفه و طلب منه الرجوع فورا . و قد نفذ * حسين* هذا الطلب بدون أدنى إحساس بالذنب تجاه زوجته التى معه . بمجرد رجوعهم القاهرة و انقضاء شهرين من الزواج بدأت المشاكل و الخلافات و تعددت الأسباب و لكن ظل السبب الخفى هو تأخر *ندى* فى الحمل  و هذا طبعا مرفوض بالنسبة لعائلة *حسين* ذات الجذور الصعيدية . مرت سنة على زواجهما و لم تحمل *ندى* و ترددت على الكثير من الأطباء و لكنهم لم يجدوا عندها أى عيب يمنعها من الخلفة و هنا جاءتها الصدمة الأولى من زوجها ..... لقد تزوج *حسين* على *ندى* بدون علمها ...... تزوج آمرأة إخرى لتكون مجرد أله للأنجاب و يجلب للدنيا ولى العهد الذى سوف يحمل إسمه . لقد عرفت *ندى* انها تزوج بطريقة مهينة جدا لكرامتها عندما أخبرتها حماتها انه زوجة إبنها حامل و كانت هذه المرة الأولى التى تشعر فيها *ندى* غير قادرة على الكلام أو حتى على التنفس . أصابتها حالة من الذهول من كلام حماتها و لكنها لم تصدقها لأنها غير متخيلة ان زوجها قد يقبل عليها شئ مثل هذا .... ذهبت سريعا لمنزلها و انتظرت زوجها ........

يتبع .....











1 comment: