Tuesday, 16 April 2013

تحياتى لهذا المجتمع الذكورى 6 ..... بقلم ريم موسى




لقد أخطأ أهالينا فى طريقة تربيتهم لنا و أعنيهم جميعا و لا أستثنى منهم أحد . لا أعنى أنهم أخطاؤوا عن عمد و لكنهم بغير قصد أساؤوا لأبنائهم و لمجتمعنا بأكمله. لقد هيئونا مبكراَ لهيمنة الرجال على مجتمعنا أن الرجل غير المرأة و له حقوق ليست لها . أصبح بإيمكانه الخروج و العودة وقتما شاء و لكن الفتاة أٌصيبت بالقهر المبكر حيث التفرقة بين الولد و البنت . لا أعنى بتاتاَ أن ما يفعله الشاب يمكن أن تفعله الفتاة – و الذى يفكر بذلك أصابه التحرر الزائد الخارج عن نطاق مجتمعنا - . أصبح المسيطر على هذا الرجل ذو الكيان المستقل أنه الكائن الوحيد المسموح له بفعل أى شئ وقتما شاء . ف أصبح بعد زواجه يعامل زوجتها كأن وجودها مسلم به لأن لا يوجد فتاة تقبل بالطلاق كقرار .

فى هذه الغرفة ذات الطابع المعتاد لمستشفيات بلدنا عالية المستوى أو المسماه بالمستشفيات الخاصة . فتحت ندى أعيونها لتجد عاصم أمامها فى كامل هيئته و و لكنه يعتلى على وجهه بعض مظاهر القلق . ألقت ندى نظرة سريعة على هذه الغرفة التى استيقظت وجدت نفسها فيها بدون سابق إنذار . هذه الغرفة ذات اللون السكرى المريح للأعصاب و سمعت دقات جهاز قياس الضغط و ضربات القلب بجوارها ......
قالت سريعا: أنا إيه اللى جابنى هنا يا عاصم !!؟ فى إيه و مالك شكلك مخطوف كده !؟
عاصم: انتى جالك هبوط حاد فى الدورة الدموية و أغمى عليكى و احنا مع بعض فى الشارع و أنا جبتك على هنا
قالت ندى ضاحكة: ميرسى يا عاصم دايما تعباك معايا اهوه يا سيدى عشان متحسش انى اتغيرت كالعادة بقلقك عليا
عاصم: فى حاجة تانية يا ندى لازم تعرفيها !!
ندى: فى ايه يا عاصم قول !!!
عاصم : انتى حامل فى الشهر التانى الدكتورة لسه قايلالى دلوقتى حالا
ندى: انت اكيد بتهزر ازاى أكون حامل ده أنا عايزة أطلق مينفعش أكون حامل دلوقتى !!
عاصم:ربنا عايز كده هتقولى ايه يعنى ؟
ندى: بس كده هتصر أكتر انى مطلقش
عاصم : نشوف الموضوع ده بعدين المهم تقومى انتى بالسلامة و بعد كده نتكلم انتى لما تعبتى أنا معرفتش أكلم مين ف قلت لما تفوقى انتى تعرفى أهلك بنفسك بقى .
ساد الهدوء الغرفة و أخذت ندى تفكر ما الذى سوف يحدث بعد أن يعرف أهلها بخبر حملها و لكن مهما كانت ندى تتخيل لم تستطع أن تتوصل لرد فعلهم الفعلى .........

فى مجتمعنا المبجل لابد أن تكون الأسرة مكتملة لتربى الأطفال بغض النظر إذا كان بين الأباء مشاكل قد تسبب بعض المشاكل لأطفالهما و بغض النظر أن يكون أحدهما سئ الطباع ف يضر بالأطفال . إن الأشخاص فى مجتمعنا لا يخطر فى بالهم أبدا كل هذه الأمور المهم أن يكون الأب و الأم معا . و النتيجة كانت عدد كبير من الأطفال المقهورين داخلياَ مما يروه من أبائهم و بعض هؤلاء الأطفال يلجأ للعنف الغير مبرر لكى يفرغوا شحنة الكراهية التى يتلاقهوا يوميا على يد أبائهم . و للأسف لا يدرك الأباء حجم فعلتهم غير بمرور الوقت و يروا فضاحة ما فعلوه على مر السنين .....








No comments:

Post a Comment