Tuesday, 16 April 2013

تحياتي لهذا المجتمع الذكورى 9 ..... بقلم ريم موسى




بعض الأوقات يكون الحديث مع الأصدقاء مريح عن الحديث مع الأهل و هذا ما كانت ندى توصلت له منذ عدة سنين مضت . حين أستيقظت ندى هذا اليوم لم تكن تعلم انه سيكون يوم مختلف تماما ..... قبل أن تركب ندى سيارتها تذكرت شئ فى ذلك الصندوق الخشبى فتحت شنطتها و أخرجته و ركبت السيارة و لكنها توقفت فى إشارة مرور و بالصدفة سمعت كلمات تعنى لها الكثير " يا نجمة كل ما ضيها يلمس حجر يعلى و يتحول قمر بكتب حروف اسمك بحبات الندى على كل أوراق الشجر مين اللى يقدر يعشقك أدى أنا مين اللى يقدر يوصفك زى أنا يا حلم نفسى تحلمه كل القلوب يا أعلى إحساس شدنى خلانى أدوب خلانى أحس انى بشر عايزانى ليه لما تقوليلى بعشقك مأصرخش و أملى الكون آهات ". كانت هذه الأغنية من الأغانى المفضلة لندى . و تذكرت ندى هذه الأطوانة الموجودة فى الصندوق الخشبى أخرجتها ووضعتها لتستمع لها كانت عبارة عن مجموعة من الأغانى التى أعنت الكثير لندى فى يوم من الأيام و كانت أول أغنية هى لما النسيم لمحمد منير بمجرد أن سمعت ندى موسيقى هذه الأغنية انتابها عاصفة من الذكريات اللامنتهية و كأنها أصبحت فى عالم آخر .. كانت هذه الكلمات لها تأثير كالسحر على ندى لم يكن أحد يعلم لما ندى تحب هذه الأغنية بهذا الجنون مع انها لم تكن من محبى محمد منير فى البداية و لم يعلم أحد لما تحولت لعشق محمد منير على هذا النحو إلا بضعة أشخاص . تواصل تسلسل الأغانى التى حملت لندى لعالم من الذكريات و الحنين للماضى و لجزء بداخلها كانت ظنت أنه إختفى أو أنها حاولت نسيانه و إخفاءه . وهى تسير فى شوارع القاهرة كانت بعض الذكريات تناتبها من ذكرياتها مع أصدقاءها نهال و عاصم و حين كانت نهال تقابل مازن و الكثير و الكثير من الذكريات التى لا يمكن مهما مضى من العمر أن تنساها و بعض الذكريات الآخرى التى حاولت نسيانها و ليس لأنها ذكريات سيئة و لكن لأنها كانت الأفضل على الإطلاق و حاولت نسيانها حتى لا تسبب مشاكل فى حياتها الجديدة مع زوجها ز هذا ليس لأن ندى تحب زوجها و لكنها لا تقبل على نفسها أن تكون معه و تتذكر غيره . توقفت عند محل لبيع العصائر لتشترى لنفسها شئ تتناوله لأنها خرجت بدون تناول وجبة الفطور . ركبت سيارتها مرة آخرى هذه السيارة ذات أحدث موديلات السيارات أشترتها ندى قبل زوجها بمدة لا تزيد عن شهرين و لكنها لم تكن تحبها لأنها تذكرت كيف حصلت عليها ...... وصلت ندى أخيرا و بعد حوالى ما يزيد عن الساعة لمكان لقاءها مع نهال و كان ذلك نتيجة إزدحام الطرق كعادة طرق القاهرة الكبرى . دخلت ذلك المطعم و هاتفت نهال لتقول لها انها وصلت قالت لها نهال انها سوف تصل فى غضون عشرة دقائق . غرقت ندى مرة آخرى فى ذكرياتها مع أصدقائها و لكن ظل وجه يظهر فى ذكريات ندى و مع كل محاولاتها المستميته لتخفي هذا الوجه عن نفسها و لكن فى كل مرة تتذكر شئ تجده أمامه و كأنه يعاندها و يظهر لها ضد رغبتها . شاب فى أواخر العشرينات ذو مظهر جذاب للغاية قمحى البشرة و عيناه بنية اللون لهما سحر خاص و ذلك الشعر البنى الفاتح طويل ذو جسم متناسق تماما . شاب لا تستطيع ان تراه فتاة و إلا أن تعجب به و خاصة بتلك البذلة كحلية اللون الخاصة بالطيارين . وجدت ندى نفسها بدون قصد تبتسم إبتسامة لم تكن ترتسم على شفتيها إلا عندما تتذكر هذا الشاب و بالرغم البعد بينهما ظلت تتمنى له الخير له و تتدعى له بداخلها و ترجو ربها أن يستجيب لها . دخل من باب المطعم ثلاثة أشخاص فتاة و شابين . فتاة ى أول الثلاثين من عمرها و طويلة نوعا ما و جسمها يشبه أجسام ممثلات هوليوود المشهورات ذات بشرة فاتحة اللون و الشعر المجعد كستنائى اللون و العينان عسلية و ترتدى فستان سكرى اللون و فوقه جاكت جينز و فى الحقيقة تبدو و كأنها مازالت فى أوائل أو منتصف العشرينات . و أحد الشابين طويل القامة و عريض المنكبين قمحى البشرة و ذو العينان سوداء اللون يرتدى بذلة سوداء و ربطه عنق رمادية اللون و كأن تحيطه هالة من الهيبة و يشبه كثيرا أخيه عاصم مع إختلاف السن و العمل . الشاب الآخر لم تكن ندى تتوقع رؤيته تماما يرتدى بنطال جينز و جاكت جملى اللون و مازالت عيناه تلمعان و يشعوا بالسحر الخاص بهما و كأن لم يمر عليه الأيام . جلس ثلاثتهما مع ندى على نفس الطاولة نهال و وكيل النيابة مازن خطيبها الذى أتى ببذلة العمل و معتز أخ نهال . ظلت ندى تنظر لثلاثتهما حتى قالت نهال أخيرا: ايه يا ندى هانم عاملة ايه ؟ احنا كنا بنشوف القاعات عشان الفرح انا و مازن و معتز و قالوا يجوا يسلموا عليكى
ندى: أنا تمام الحمد لله انتوا عاملين ايه ؟ .... كانت تظهر مظاهر القلق و اللجلجة على ندى
مازن : احنا تمام الحمد لله انتى ايه اخبارك يا بنتى مختفية تماما
ندى: ولا مختفية ولا حاجة ادينى موجودة ده حتى كنت لسه كنت مع عاصم امبارح
مازن : يعنى عاصم هو اللى حلو و احنا ميتسألش علينا
ندى: لا والله ده انا شفته بالصدفة انت عامل ايه ؟ ايه اخبار النيابة عل حسك
مازن: تمام لو عايزة نلبس اى حد مصيبة قولى بس انتى تؤمرى
أخيرا سمعت ندى هذا الصوت الذى كان دائما يدور فى فكرها معتز : انتى عاملة ايه يا ندى انا لما نهال قالت انها هتقابلك قلنا لازم نيجى نسلم عليكى
صمتت ندى للحظات ثم قالت : أحسن حاجة انا فعلا من زمان مشفتكوش انت عامل ايه يا معتز؟
معتز: الحمد لله لسه فى الجو فاضلى دولتين إيران و أفغناستان عشان اكون لفيت العالم كله ثم ضحك ضحكة لم تفهمها غير ندى
ندى: انت لسه مصر تروح برضه ايران و أفغنستان بعد الشر يا سيدى ايه يا نهال هتتجوزى امتى و لا مستنية قرار النائب العام
ضحكت نهال قائلة : لا خلاص سيادة وكيل النيابة قرر ان احنا هنتجوز يوم ما نتم ال 15 سنة مع بعض
ندى : يعنى يوم 1 إبريل الجاى
مازن : ده انتى حافظة بقى
غمزت نهال لمازن حتى يصمت : هتيجى بقى ولا ايه ؟
ندى: هأجى طبعا انا أقدر أتأخر
معتز: انا هاجى يوم فرحها الصبح من فرنسا
ندى: خلاص هاتلها هدية فرحها من هناك
معتز: ربنا يهديكى عل الطيب يا ندى
ضحكوا جميعا ثم استردت ندى قائلة : ايه يا نهال انتى هتفوتيها كده
نهال : انتى تعرفى عنى كده برضه
وقف مازن فجأة موجها كلامه لمعتز : مش يلا بقى ولا ايه انت عندك طيارة بليل تعالى اوصلك و سيب عربيتك لنهال تروح بيها
معتز: ماشى بس لو سمحتى يا نو تركنى العربية فى الجراج و تقولى للسايس ينظفها من جوه و من بره
نهال: حاضر عنيا يا باشا
قامت نهال مع أخيها و خطيبها لتوصلهما و فى هذه الأثناء أجبرت ندى أن تتذكر فترة خطوبتها من حسين و كيف كان يعاملها مع كل محاولاتها لإرضاءه إلا انه كان صعب الإرضاء مهما فعلت معه و مع كل ما كان يفعله و كم الكلمات التى يلتفظها فى غضبه و عدم سؤاله عنها و لا حتى مكالمتها فى أى وقت يكون فيه مضايق قليلا . و كم مرة كانت هى منهارة و محتاجة لشخص بجوارها لتستند عليه لم تكن تجده . حاولت كثيرا الحديث مع والدتها و لكن كان ردها دائما و دوما الحب بيجى بعد الجواز . و لكن فى حالة ندى لم يأتى الزواج ولا غيره . سالت بعض الدموع على وجنتى ندى لكنها مسحت وجهها سريعا و لكن كانت نهال جاءت و لاحظت ما بها ربتت على كتفها و جلست.
نهال: ندى أنا اسفة و الله هما اللى أصروا يجوا معايا و الله أسفة
ندى: يا نهال انا مبفكرش ف ده كله خلاص معتز بقى له حياة و انا بقى ليا حياتى متخافيش مضايقتش و الله
نهال: طب مالك بقى إحكيلى و ايه قصة دموعك دى فى ايه يا ندى ؟
ندى: أنا تعبانة يا نهال تعبت بجد عمرى ما كنت أتخيل ان حياتى توصل للمرحلة دى
نهال: فى ايه احكيلى
ندى: طب تعالى نقعد بره فى العربية عشان لو حصل حاجة ميكونش قدام الناس كده
نهال: ماشى يا حبيبتى تعالى
غادروا المطعم سويا و ذهبوا لسيارة نهال و جلسوا سويا و بدأت ندى فى الحديث
ندى: أنا صراحة مش عارفة أبتديلك من فين بالظبط ؟ حسين اتجوز عليا
نهال: نعم !!؟ اتجوز عليكى هو انتوا لحقتوا عشان يتجوز عليكى ده لو احنا اعتبارنا ان ده خيار يعنى
ندى: ااه اتجوز عشان انا أتأخرت فى الحمل و انا كبيرة و هو عايز يشوف خلفته و انا ممكن مخلفش المشكلة مس ف كده المشكلة انى مكنتش عارفة و كان بيعاملنى معاملة قذرة و اهانة مستمرة و اكتشف فجأة من مامته انه اتجوز و كمان مراته حامل و بتقوليهالى على أساس انها بتذلنى
نهال: ده بجد انا مش مصدقة ان ممكن حد يفكر كده دى حاجة بتاعة ربنا مش بإيد حد فينا
ندى: الكوميديا السوداء بقى انى لما عرفت سبت البيت و طلبت الطلاق و روحت لأهلى بس صراحة قابلونى مقابلة خلونى أكره اللحظة اللى انا روحتلهم فيها اتخانقت مع ماما و نزلت عشان اروح لعمتى قابلت عاصم مشينا مع بعض و انا بحكيله اغمى عليا ودانى المستشفى طلعت انى حامل تخيلى يا نهال ؟ الدنيا دى عجيبة بجد
نهال: أنا حاسة انى بسمع قصة فيلم و انتى اهلك محسوش انها اهانة ليكى انه يتجوز عليكى
ندى: لا خالص ده الست الوالدة بتقولى ااه حقه عادى انتى مينفعش تسيبى بيتك
نهال: أنا بجد مذهولة طبعا مبروك انك حامل بس انا عارفة انتى حاسة بإيه دلوقتى طب انتى هتعملى ايه دلوقتى ؟
ندى: أنا سبت بيت بابا انهاردة و معايا شنطتى فى عربيتى و هأروح أقعد عند عمتى يمكن تنصفنى
نهال: ربنا معاكى بجد يا ندى و ده كله و انتى ساكتة و مبتحكيش
ندى:هأحكى ايه هو اللى انا فيه ده يتحكى خلينا كاتمة ف قلبى بدل ما يجرالى حاجة أنا هأمشى بقى عشان انتى عارفة الزحمة عاملة ازاى عشان لسه هأروح لعمتى
نهال: ماشى يا حبيبتى بس ابقى طمنينى عليكى انا هأكلمك بكرة
ندى: ماشى سلام
ترجلت ندى من سيارة نهال و ذهبت فى إتجاه عربيتها و لم تستطع التفكير فى أى شئ غير كيف ستواجه ما يحدث لها .....

جمهورية مصر العربية أم الدنيا و حضارة سبعة ألاف سنة الدولة التى ذكر فى القرآن الكريم بأن بها خير أجناد الأرض .... كل ذلك ذهب مع الرياح لم تعد أم الدنيا و لم تعد بلد الأمن و الأمان و لم تعد ذو مكانة فى أى شئ إلا مركزها التانى على كل دول العالم من حيث نسبة الأغتصاب و التحرش الجنسى و مع نسبة الأسلاميين العظيمة فى البلاد و إلا أن مازال يقع اللوم على المرأة على أنها السبب فى إثارة الرجال بغض النظر أن هناك نسبة لا يستهان بها من المتحرش بهم من المحجبات ذو الحجاب السليم . لكن ذلك لا يمنع أن المرأة هى السبب . الرجل المتحرش ذو الغرائز الحيوانية لا لوم عليه و كل من يبرر له ذلك لا لوم عليهم أيضا . أنا أرى القصور الفعلى فى المتأسلمين الذين يتمسكوا بقشور الدين و لا يعلموا عواقب كل شئ كما ذُكر فى القرآن و السنة الشريفة . و القصور أيضا فى نظام القضاء الفاسد الذى لا يحكم حكم نافذ على المتحرش أو المغتصب حتى لا يفعل مثله هذا مرة آخرى . الخطأ الفعلى هو فى سكوت الفتيات و النساء على ما يحدث لهم فى موصلات عامة و تجمعات و فى الشوارع العادية بصورة عامة لأن بمنتعهى البساطة لن يقبل المجتمع بفتاة تقول أن تم التحرش بها أو حتى تم إغتصابها و لا يمكن أن نلوم الفتيات على ذلك لأنهم لو رؤوا أى تضامن من المجتمع كانوا قاموا بالتصرف الصحيح و أبلغوا عن ما يحدث لهم . أما بالنسبة للمتأسلمين الذين يلموا الفتيات على مثل هذه التصرفات يجهلن حقيقة لابد أن يعلموها أن حتى لو الخطأ هو خطأ ملابس الفتيات ذلك لا يبرر سؤء فعل الآخرين أو بمعنى آخر خطأ الغير لا يبرر لنا خطأنا . و هنا قد برر للشرطى الذى قام بتعرية فتاة فى الشارع فى أحداث مجلس الوزراء عام 2012 و أيضا برر كشوفات العذرية التى قام بها بعض ظباط الجيش عام 2012 أيضا برر الأعتداءات على المرأة بصورة متكررة لأن لم يجدوا من يردهم عن فعل ذلك و من تتحدث يقال عنها سيئة السمعة . ذلك يتكرر بنفس الصورة بالنسبة للنساء المطلقات حيث أن المجتمع يرى أن المرأة هى المسؤولة عن بقاء البيت أو خرابه بغض النظر أن من الممكن أن يكون الزوج هو السئ أو أن لا يُحتمل من حيث تصرفاته و ألفاظه و كل شئ فأصبح مجتمعنا ينظر للنساء المطلقات كما ينظر للمرأة المُتحرش بها أو المرأة المغتصبة و تصبح منبوذة إلا من رحم ربى . نها أن

No comments:

Post a Comment